ليل الجمعة في الـ23 من الشهر الجاري، حول مهاجرون لبنانيون (أكراد) من عشيرة تدعى «المردلية»، ومهاجرون سوريون من عشيرة «البوسرايا» الشهيرة من محافظة دير الزور، مقاطعة إيسن شمال الراين إلى ساحة قتال وحرب مفتوحة في حادثة أثارت غضب الألمان والمهاجرين على حد سواء.
كان المشهد صادماً للشعب الألماني، عندما اشتبك جيشين من المدنيين اللبنانيين والسوريين بالسكاكين والهراوات وحتى المناجل وفق وصف الصحافة الألمانية، كيف يحدث هذا في دولة القانون التي سنت أعرق القوانين؟، كيف يحدث هذا في ألمانيا الدولة التي فتحت أبوابها أمام اللاجئين بينما أغلقت كثير من الدول أبوابها، لتتحول هذه الدولة في يوم من الأيام إلى ساحة معارك بين المهاجرين؟
كانت المشاهد المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي من قتال واقتحامات لمنشآت خاصة في تلك المقاطعة مرعبة، أثارت تساؤلات مستقبلية حول مصير هذه الكتلة البشرية المهاجرة في ظل دولة مثل ألمانيا تعلي من شأن القانون؟
أكثر من 500 شخص من الطرفين اشتبكوا في مدن ألمانية في ولاية شمال الراين فيستفاليا، خصوصاً في إيسن وكاستروب روكسيل، متجاوزين القانون والأعراف الألمانية، ليحتكموا إلى القوة والسكاكين بينما القانون كان آخر ما يفكر به هؤلاء.
بدأت المشكلة عائلية بين عائلتين سورية ولبنانية، لتشاهد امرأة سورية زوجها وهو يتعرض للضرب من عائلة لبنانية، لتستعين ببقية أفراد العشيرة (البوسرايا)، الذين وصلوا إلى موقع الحادثة من المدن المجاورة، وهنا اتسعت دائرة القتال لتشمل منشآت عامة ومطاعم، وتحول الأمر إلى معركة مفتوحة.
الشرطة الألمانية تمكنت من احتواء الأزمة ونشرت عناصرها بسرعة مستخدمة المروحيات تحسباً لتوسع دائرة العنف، واعتقلت 150 مهاجراً من الطرفين ما زالوا يخضعون للتحقيق، لكن كل هذه الإجراءات لم تعد كافية لمواجهة هذا النوع من الأزمات.
وبينما كانت أصوات السكاكين تعلو كل الأصوات، دخل بعض العقلاء لاحتواء الكارثة من بينهم شخصيات عشائرية تحركت إلى مقاطعة إيسن من مختلف المقاطعات الألمانية البعيدة حتى يفسحون المجال للصلح، وتقدم حكماء عشيرة البوسرايا وبعض العقلاء من عشيرة العكيدات مع شخصيات من عشائر الجولاء (جنوب سورية)، لطي هذه الصفحة السوداء، بينهم (يوسف خليفة الفضلي، جهاد أحمد الهودجي، سلطان محمد، ربيع الخرشاني، محمد الهارون)، الذين شكلوا ما يشبه خلية أزمة للتباحث مع الجانب العشائري اللبناني، فيما شجعت الحكومة الألمانية هذا النوع من الصلح الأهلي، إلا أن الأمر ما يزال قيد الاختبار.
هذه الحادثة الأولى من نوعها في ألمانيا بهذا المستوى بين مهاجرين، نبهت الحكومة إلى مخاطر مثل هذا النوع من النزاعات العشائرية بين اللاجئين، ومن شأن مثل هذه الأحداث أن تبرر مواقف الأحزاب اليمينية المعارضة للجوء، وحدوث هذا الأمر في دولة مثل ألمانيا من شأنه تعبئة حركة اليمين في أوروبا نظراً للتأثير الألماني الواسع على الدول الأوروبية، ضد اللاجئين، خصوصاً بعد نجاح اليمين المتطرف في الدنمارك الذي ينادي علناً بطرد اللاجئين؛ لذلك فإن المسألة تتخذ أبعاداً مخيفة على مستوى ألمانيا وتغيير تفكيرها حيال اللاجئين عموماً وبالدرجة الثانية على المستوى الأوروبي الذي يعيش حالة صراع داخلي حيال مسألة اللاجئين.
للوهلة الأولى تبدو المسألة عائلية واشتباك بين عائليتين توسعت إلى عشريتين، لكن الخطر من تدحرج كرة الثلج لتكبر وتتحول إلى أزمة حقيقية أمام اللاجئين في كل أوروبا؛ لذا من الضروري أن تقوم الحكومة الألمانية إضافة إلى العقوبات الرادعة إلى تشكيل ما يشبه مجموعات التأثير والضبط، داخل مجتمع اللاجئين نظراً للتباين الثقافي وصعوبة الاندماج لدى فئة كبيرة منهم في ثقافة المجتمع الألماني.
كان على هؤلاء المتحاربين في مقاطعة إيسن، أن يتذكروا جحيم الحرب الذي فروا منه، وأنهم في دولة تحمي كل الحقوق وتفرض الواجبات أيضاً، وأن يتذكروا أن مستقبل أبنائهم على هذه الأرض لا الأوطان التي قذفت بهم عبر البحار، وأن يتذكروا ولو لحظة ما قامت به المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل التي تحملت أعباء استقبال اللاجئين والفارين من الحرب، وفتحت أبواب ألمانيا بينما كانت الكثير من الدول الأوروبية تتهرب من مسؤوليات اللجوء.
أتساءل هنا: ماذا ستقول ميركل وهي تتابع وسائل الإعلام الألمانية، وتشاهد حرب السكاكين والمناجل على أرض بلادها؟!
كان المشهد صادماً للشعب الألماني، عندما اشتبك جيشين من المدنيين اللبنانيين والسوريين بالسكاكين والهراوات وحتى المناجل وفق وصف الصحافة الألمانية، كيف يحدث هذا في دولة القانون التي سنت أعرق القوانين؟، كيف يحدث هذا في ألمانيا الدولة التي فتحت أبوابها أمام اللاجئين بينما أغلقت كثير من الدول أبوابها، لتتحول هذه الدولة في يوم من الأيام إلى ساحة معارك بين المهاجرين؟
كانت المشاهد المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي من قتال واقتحامات لمنشآت خاصة في تلك المقاطعة مرعبة، أثارت تساؤلات مستقبلية حول مصير هذه الكتلة البشرية المهاجرة في ظل دولة مثل ألمانيا تعلي من شأن القانون؟
أكثر من 500 شخص من الطرفين اشتبكوا في مدن ألمانية في ولاية شمال الراين فيستفاليا، خصوصاً في إيسن وكاستروب روكسيل، متجاوزين القانون والأعراف الألمانية، ليحتكموا إلى القوة والسكاكين بينما القانون كان آخر ما يفكر به هؤلاء.
بدأت المشكلة عائلية بين عائلتين سورية ولبنانية، لتشاهد امرأة سورية زوجها وهو يتعرض للضرب من عائلة لبنانية، لتستعين ببقية أفراد العشيرة (البوسرايا)، الذين وصلوا إلى موقع الحادثة من المدن المجاورة، وهنا اتسعت دائرة القتال لتشمل منشآت عامة ومطاعم، وتحول الأمر إلى معركة مفتوحة.
الشرطة الألمانية تمكنت من احتواء الأزمة ونشرت عناصرها بسرعة مستخدمة المروحيات تحسباً لتوسع دائرة العنف، واعتقلت 150 مهاجراً من الطرفين ما زالوا يخضعون للتحقيق، لكن كل هذه الإجراءات لم تعد كافية لمواجهة هذا النوع من الأزمات.
وبينما كانت أصوات السكاكين تعلو كل الأصوات، دخل بعض العقلاء لاحتواء الكارثة من بينهم شخصيات عشائرية تحركت إلى مقاطعة إيسن من مختلف المقاطعات الألمانية البعيدة حتى يفسحون المجال للصلح، وتقدم حكماء عشيرة البوسرايا وبعض العقلاء من عشيرة العكيدات مع شخصيات من عشائر الجولاء (جنوب سورية)، لطي هذه الصفحة السوداء، بينهم (يوسف خليفة الفضلي، جهاد أحمد الهودجي، سلطان محمد، ربيع الخرشاني، محمد الهارون)، الذين شكلوا ما يشبه خلية أزمة للتباحث مع الجانب العشائري اللبناني، فيما شجعت الحكومة الألمانية هذا النوع من الصلح الأهلي، إلا أن الأمر ما يزال قيد الاختبار.
هذه الحادثة الأولى من نوعها في ألمانيا بهذا المستوى بين مهاجرين، نبهت الحكومة إلى مخاطر مثل هذا النوع من النزاعات العشائرية بين اللاجئين، ومن شأن مثل هذه الأحداث أن تبرر مواقف الأحزاب اليمينية المعارضة للجوء، وحدوث هذا الأمر في دولة مثل ألمانيا من شأنه تعبئة حركة اليمين في أوروبا نظراً للتأثير الألماني الواسع على الدول الأوروبية، ضد اللاجئين، خصوصاً بعد نجاح اليمين المتطرف في الدنمارك الذي ينادي علناً بطرد اللاجئين؛ لذلك فإن المسألة تتخذ أبعاداً مخيفة على مستوى ألمانيا وتغيير تفكيرها حيال اللاجئين عموماً وبالدرجة الثانية على المستوى الأوروبي الذي يعيش حالة صراع داخلي حيال مسألة اللاجئين.
للوهلة الأولى تبدو المسألة عائلية واشتباك بين عائليتين توسعت إلى عشريتين، لكن الخطر من تدحرج كرة الثلج لتكبر وتتحول إلى أزمة حقيقية أمام اللاجئين في كل أوروبا؛ لذا من الضروري أن تقوم الحكومة الألمانية إضافة إلى العقوبات الرادعة إلى تشكيل ما يشبه مجموعات التأثير والضبط، داخل مجتمع اللاجئين نظراً للتباين الثقافي وصعوبة الاندماج لدى فئة كبيرة منهم في ثقافة المجتمع الألماني.
كان على هؤلاء المتحاربين في مقاطعة إيسن، أن يتذكروا جحيم الحرب الذي فروا منه، وأنهم في دولة تحمي كل الحقوق وتفرض الواجبات أيضاً، وأن يتذكروا أن مستقبل أبنائهم على هذه الأرض لا الأوطان التي قذفت بهم عبر البحار، وأن يتذكروا ولو لحظة ما قامت به المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل التي تحملت أعباء استقبال اللاجئين والفارين من الحرب، وفتحت أبواب ألمانيا بينما كانت الكثير من الدول الأوروبية تتهرب من مسؤوليات اللجوء.
أتساءل هنا: ماذا ستقول ميركل وهي تتابع وسائل الإعلام الألمانية، وتشاهد حرب السكاكين والمناجل على أرض بلادها؟!